رفقة السيد وزير العدل على هامش المؤتمر الوطني السابع لحزب العدالة والتنمية.

نشر تجريبي نشر تجريبي

السيد عبد الحميد وبيدن نشر تجريبي.

نشر تجريبي نشر تجريبي

محمد محيي الدين وبيدن نشر تجريبي نشر تجريبي

نشر تجريبي نشر تجريبي

قلعة عين أولاد جرار، العاصمة العلمية والروحية لقبيلة أولاد جرار، الممتدة على طول سهل أزغار نواحي مدينة تيزنيت في اتجاه بوابة الصحراء المغربية كلميم .

نشر تجريبي نشر تجريبي

الدكتور عباس الجراري، مستشار الملك محمد السادس، في زيارة لبلدته الأم أولاد جرار.

الجمعة، 15 مارس 2013

أولاد جرار : النسب والاستقرار

أولاد جرار : النسب والاستقرار

          في إطار التقسيم  الإداري الحالي فقبيلة أولاد جرار تكون جماعة  حد  الركادة  التي تبلغ مساحتها الإجمالية 370 كلم() و تتوفر على ساكنة تصل   13680 نسمة  تمثل  فيها  الإناث   7212 نسمة  بينما  تمثل  الساكنة  النشيطة  3246  نسمة  وتتشكل  من  2350  أسرة تتوزع على  62  دوارا (1) .  فما هي  المراحل التي مرت  بها  القبيلة  قبل استقرارها على هذا الوضع ؟.
تتباين الروايات وتختلف آراء الدارسين و المهتمين بالأنساب حول نسب بني  معقل الذي  تنحدر منهم قبيلة أولاد جرار ,  فالقبيلة   حسب بعض المؤرخين تنتسب إلى محمد بن معقل بن عقيل  بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن بن أبي طالب بن هاشم  , انتشرت  بشمال إفريقيا في إطار الفتوحات الإسلامية التي عرفتها المنطقة خلال النصف الثاني من القرن الأول الهجري فهي إذن من إحدى  الفروع  التابعة لعرب بني معقل حيث يرفع إلى عبد الله بن جعفر من زوجته السيدة بنت فاطمة بنت رسول الله (ص) فالأصل هاشمي وهم  بطون أولهم أولاد رحمون بن سعيد بن محمد بن سلام  بن علي بن محمد بن  منصور بن إبراهيم  بن مومن بن الحسن بن  حسان بن موسى بن احمد  بن سعيد بن مختار بن محمد بن معقل بن  عقيل   بن محمد بن  علي  بن  عبد الله  بن جعفر  بن أبي  طالب بن عبد المطلب بن  هاشم .
تبقى صحة هذا النسب  الشريف ن الصعب تأكيدها أو نفيها لتضارب و اختلاف المؤرخين ويؤكد هذا ابن خلدون عند قوله . أما أنسابهم عند الجمهور فخفية و مجهولة و النسابون من عرب بني هلال يعدونهم من بطونهم وهو غير صحيح و هم – أي بني معقل -  يزعمون أن نسبهم في آل البيت إلى جعفر بن أبي طالب و ليس ذلك أيضا بصحيح للان الطالبيين و الهاشميين لم يكونوا  أهل بادية و نجعة (2).
من هنا يقر ابن خلدون بأنهم يمنيون في الأصل حيث يتواجد بطنين يسمى كل واحد منهما بالمعقل , إلا أن هذا الرأي سيقابل برد صريح و مفصل للناصري بقوله . واعلم أن ابن خلدون قد رد قولهم وألحقهم ببني الحرث بن كعب باجتهاده و رأيه ولكن لما كان الشرع قد صرفهم و قبل  قوتهم لم يكن  علينا باس برد  ابن خلدون و لا ضرر علينا في
اجتهاده   (3) .
ثم يستطرد الناصري الحديث في الرد على ابن خلدون بقول . "وأما الأمر الخامس وهو أن الطالبيين و الهاشميين لم يكونوا أهل بادية و نجعة فهو في غاية الشقوط وهل كانت الحرب  التي كانت بينهم و بين العلويين بالحجاز إلا و هم على حال البداوة و النجعة و قد ذكر نفسه هو ذلك _ يقصد ابن  خلدون _وقد تقدم عن ابن حزم أن ذرية أبي بكر الصديق
رضي الله عنه كانوا بنجد في عرد عظيم يحاربون الجعفريين و العلويين فيتصفون منهم ثم انحدروا إلى صعيد مصر فهل كان ذلك منهم  إلا حال البداوة و النجعة ."(4) وينفي الناصري مما تردد من انتساب بني معقل لعرب اليمن و يفند ذلك ببقوله : " الأمر السادس هو إلحاقهم بعرب اليمن لوجود ذلك الاسم فيهم فهو أيضا واضح البطلان و مخالف لقاعدتي الشرع و الطبع  " (5)
يخلص الناصري أخيرا و بعد ذكره لمجموعة من الدلائل والقرائن الشرعية إلى أن نسب بني معقل إلى نسب صحيح  لا شك فيه فيقول  " فقد بان أن بني الهراج و بني ثعلب و بني شبانة الذين هم من جملة بني معقل نسبتهم إلى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه صحيحة  لا مرية فيها و ل توقف حسب ما صرح به الأئمة الذين تقدم ذكرهم و ذلت عليهم القرائن الواضحة و المعتبرة شرعا و أن إخراج ابن خلدون لبنيي معقل  عن النسب الجعفري و إلحاقهم ببني الحرث  بن كعب مع اعترافه بأنهم  ينتسبون  إلى جعفر ساقط  لا  عبرة به و الله اعلم , فان قلت فمعقل هذا بأي فرع من  فروع جعفر يتصل والى أي بطن منهم يرجع قلت الظاهر انه يرجع إلى جعفر الأمير بن إبراهيم الأعرابي بن محمد الجواد ابن علي  الزينبي  ابن عبد الله بن جعفر إذ لا شك أن بني معقل  من جعافرة الصعيد هم الذين كانت لهم الرئاسة بالحجاز و حاربتهم بنو الحسن و الحسين حتى أحلوهم عنه إلى صعيد مصر " (6) .
يبق الحسم في قضية النسب الشريف لأولاد جرار جد صعب  يتطلب المزيد من التقصي  و  الدراسة  المتخصصة في هذا المجال , و يعتبر  سبب تسمية أولاد جرار بهذا الاسم لأنهم كانوا  جيشا جرارا أي كثير العدد و يقترن دخولهم إلى سوس بذكر اسم الشبانات (7)  دخولهم هذا كان في أواخر العصر ألموحدي  بدعوة من علي بن يدر الهنتاتي الزكندي الذي أسس إمارة متمردة  بسوس سنة 651  ه 1254 م و الذي استدعاهم  من نواحي ملوية  و تحالف معهم   قصد مواجهة الوجود ألموحدي بسوس إلا انه وقع خلاف بينه  و بينهم انتهى بقتله سنة   688 ه   1270  م () مما أدى إلى فشل ثورة  ابن يدر  و القضاء على إمارته على يد  أبو الحسن المريني .(8).
لقد ساعد الموقع السهلي لقبيلة أولاد جرار على تنظيم غارات على القوافل التجارية المارة سوس  عبر  شنقيط  نحو
بلاد السودان و كان هذا الدافع الأساسي لاستبدال التجار هذا  الخط بخط   سجلماسة- توات ,  فاستبد هؤلاء العرب
بسوس السهلية و ملكوها بالإتاوة  و تتسلطوا على وادي نون وافران ولا تزال بقاياهم هناك إلى الآن (9)  وقد يكون ذلك هو السبب الرئيسي في حروبهم المتواصلة  مع  الجز وليين والتي انتهت ببيعة  الجميع للسعديين , انطلاقا من هنا تراجع النفوذ ألجراري وتناقص عدد الجرارة لتتضح صورة المنطقة أكثر انطلاقا من القرن 16 م و هنا يرى عمر آفا أنها تقارب الصورة التي نرى  عليها المنطقة حاليا .
يقول  محمد المختار السوسي إن أولاد جرار اختاروا أرضا مخصبة مائية تدر منها الخيرات  (10) و تؤكد  الروايات  أن المنطقة كانت عبارة عن غابة من الأ ركان  في أواخر القرن 17  م وأنها كانت تشكل مجالا خصبا للرعي مما يدفع بنا  إلى القول أن ما تبقى من هذه القبيلة كان يعيش في منازل متباعدة أو دواوير- لا زالت ذاكرة المسنين تحتفظ بموقع بعضها -  كانت تعتمد على الرعي قبيل ظهور العيون بالمنطقة ( الكلتة – عين البير – عين حسون ) .
و في بداية القرن18  م ستتغير الوضعية السابقة خصوصا ظهور بعض العيون مما سيجعل المنطقة نقطة جذب للسكان من العائلات و الأسر اليهودية و البربرية الجبلية و العربية الصحراوية  في وقت لاحق ليتمحوروا حول هذه العيون و الآبار فتنشأ بذلك  نوى اغلب الدواوير الحالية  (11) .
خلال القرن 19  م تطورت المظاهر العمرانية و الزراعية  بشكل كبير حيث لوحظ  أن العائلات – الأبوية – تقطن دورا عديدة و تتوفر على أملاك شاسعة بورية و مسقية ترتبط بها يد عاملة مسترقة , إضافة إلى قطعان الماشية كما  تتوفر على السلاح ( بنادق ) للدفاع نفسها و ممتلكاتها , يضاف إلى هذا كون الفلاح الجراري استطاع تطوير وسائله التقنية منذ وقت مبكر حيث استعمل معاصر الزيت و رحى الماء و الناعورات .
وبما ان القبيلة تشهد صراعات على المستوى الداخلي إضافة إلى صراعها مع القبائل المجاورة كان لابد من تنظيم نفسها تحت إشراف رؤساء بمساعدة " جماعة انفلاس " إضافة إلى الدور المهم الذي يلعبه الفقهاء و الشرفاء في فك النزاعات و من بين أقدم رؤساء القبيلة نجد سعيد بن سلام و علي بن غانم (12) .
و مع مقتل آخر الشيوخ الأصليين للقبيلة  تولت الزعامة و منذ 1825  م أسرة آل بورحيم ذات الأصل الصحراوي والتي أدخلت مفهوما جديدا للسلطة بالمنطقة هو منصب القائد الذي سترثه أبا عن جد إلى حلول الاستقلال , ا استطاعت عائلة
اذ بورحيم خلال هذه الفترة و بفعل جبروت بعض قوادها أن  تركز الملكية العقارية  و المائية في  يدها بشكل كبير  .


ـــــــــــــــــ
* هوامش :
1 préparation du plan de devlepement économique social 1999-2003 . C.R.Reggada.
2     تاريخ العبر -  ابن خلدن  ج  2   ص 174 .
3   أبو  العباس احمد الناصري -  طلعة المشتري في النسب الجعفري – الجزء  1   ص  113 .
4   أبو  العباس احمد الناصري -  طلعة المشتري  في النسب  الجعفري –  الجزء  1   ص 113  .
5    أبو العباس  احمد   الناصري -   طلعة  المشتري   في النسب الجعفري -  الجزء  1  ص 114 .
6   أبو  العباس  احمد الناصري -   طلعة المشتري في النسب الجعفري -  الجزء  1  ص 118  .
7    محمد المختار السوسي -  المعسول -   الجزء 19    ص 148 .
8   مجلة دراسات 1987  العدد  1   كلية الآداب و لعلوم الإنسانية  اكادير  ص 27-29  .
9    محمد المختار السوسي -  المعسول -  الجزء  19  ص 148  .
10  محمد المختار السوسي -  المعسول -  الجزء  19  ص 148  .
11   احمد حجي  -  تنظيم السقي بعين حسون  1988-1989  .
12   محمد  المختار السوسي -  المعسول -  الجزء  19   ص 148 .

أعلام فبيلة أولاد جرار

  بعض أعلام ومشاييخ قبيلة أولاد جرار


 منقولة من كتاب
المعســول
للعلامة المختار السوسي
-----------------------

القرن 11 الهجري

مسعود بن شعيب الجراري : المعمر هو وأولاده وحفيده طويلا عالم صالح لاقى الأخيار وروى عنهم ثم أسند لمن بعده عنهم توفي سنة 1041هـبلا بن محمد بن شبيب الجراري : ابن عمه، عالم يذكر مع أهله بالاعتناء بالأسانيد للعلوم والكتب توفي سنة 1044هـالعروسي الجراري : الذي كاتبه المرغيتي برسالته المعلومة عالم مدرس
-----------------------
القرن 12 الهجري

احمد بن البهلول بن بوشعيب الركادي : نسبة الى قرية ركادة، عالم معمر يذكر في سلسلة أهله في الاسانيد توفي سنة 1108هـعبدالله بن مسعود الجراري : ابن عمه، فقيه يذكر في الأسانيد وعمر مثلهم توفي سنة 1134هـسليمان الركادي : ابن عمهما فقيه مفتي كبير يذكر إذ ذاك
-----------------------
القرن 13 الهجري

يحيى الجراري : من الاسرة التي اعتيد فيها التعمير، عالم جيد معتن معمر، له فهرسة توفي قبل 1250هـ
-----------------------القرن 14 الهجري
محمد بن باباعلي الايذغي
عبدالرحمن بن احمد الجراري العيني الشيخي
محمد بن عبدالرحمن بن احمد الجراري العيني الشيخي : ابن السابق
امحمد بن عبيل الايغرمي الجراري : من الأعلام الجراريين، ومن أسرة علمية، عالم فقيه كبير نوازلي، أخذ عن العلامة الشريف سعيد الكثيري، وأمضى عمره كله في النوازل، وله شهرة طنانة في جنوب سوس، يحسب له ألف حساب، مع أن له فلتات، ويدا قصيرة في الحساب، وله دين متين وحاله محمود، وهو من أكابر فقهاء النوازل، وكان يدرس في مدرسة إبغرم، توفي في 2-12-1328 هـ موافق 1910 م، مخلفا ولده الفقيه التهامي الإغرمي الجراري
التهامي بن امحمد بن عبيل الايغرمي الجراري : ابن السابق
الحسن الايغرمي
محمد بن بلقاسم الايغرمي
احمد بن محمد بن سعيد بن علي العركوبي الايغيرملولتي الجراري
علي بن بورحيم العركوبي الايغيرملولتي الجراري : ابن عم السابق
علي البوسليماني : من أسرة أبناء الشيخ احمد السكرادي
الطيب بن علي البوسليماني : علي البوسليماني : من أسرة أبناء الشيخ احمد السكرادي
الحبيب بن علي البوسليماني : نزيل إيذغ، من أسرة أبناء الشيخ احمد السكرادي
بلقاسم بن الخضر: ابن عمهما، من أسرة أبناء الشيخ احمد السكرادي
امحمد السنطيلي الشهر ببوتاسرا : ابن عمهم، من أسرة أبناء الشيخ احمد السكرادي
عبدالسلام بن امحمد السنطيلي الشهر ببوتاسرا : ابنه من أسرة أبناء الشيخ احمد السكرادي
عبدالله السنطيلي : نزيل بوالوس من أسرة أبناء الشيخ احمد السكرادي
الطيب بن محمود أماروي : من إيغير ملولن
موسى الجراري الدغوغي
الحسين بن ابراهيم التلعينتي الجراري
سعيد بن بوجمعة الركادي
عبدالكريم بن ابراهيم الاكرضي الجراري : من إيغير ملولن
من الأعلام الجراريين، فقيه لا بأس بمعلوماته، وله مشاركة في الفنون، أخذ عن العلامة العربي الأدوزي، وعن ابنه الفقيه محمد بن العربي الأدوزي، ثم درس في جامع ابن يوسف بمراكش، وكان جبلا ورعا وحسن سمت وطيب سريرة واستقامة سيرة، لا يوجد له في ذلك بين الفقهاء نظير، وكان رقيق القلب سريع الدمعة، وعاظا مثابرا على ذلك، وذهب مرة الى كنيسة اليهود في تلعينت يبلغهم الرسالة، فاستغرب الناس منه ذلك، مع أنه أداء للواجب، وكان ذاكرا، وفيه بله ينخدع به، وله منظومة في الوعظ بلهجة تاشلحيت معروفة في قرية أدوز، وله في بلدة إيغير ملولن مركز كبير باحترام الناس له، وشارط حينا في مسجد قائد تلعينت، كما اختاره هذا القائد للائتمام به في الصلوات، وكان من الرجال الذين يستقى بهم المطر، وكان يقول للقائد عبدالسلام إذا رآه محفوفا بفقهائه : لا يغرنك هؤلاء، فإنما هم كسراب بقيعة، وله حكايات ومستملحات، ويعرف في بلده بسيدي عبايد، توفي بعد سنة1328 م موافق 1910 م
محمد الامين الصحراوي : نزيل تلعينت




- آل بورحـيم : أسرة جرارية راقية بسوس ظهر فيها رجالات أفذاذ طوال مائة وعشرين عاما كانت لهم الرياسة بين القبائل السوسية وأصلهم على ما قيل من مياض بالصحراء دخلوا في الجراريين وعلي بورحيم هو أول من ظهر في الميدان برياسة قبيلة أولاد جرار وقتل عام (1275 هـ / 1858م) (المعسول ج 19 ص149)
- ادريس بن حمان الأوديى الجراري : عينه المولى عبد الرحمن عاملا على قبيلة الأوداية بناحية الرباط وكان قبل ذلك عاملا على(وجدة) توفي أثناء عمالته للاوداية عام (1255 هـ / 1839م) ودفن بالزاوية القادرية برباط الفتح (مجالس الانبساط للعلامة دينية ص218)
- الحسن بن محمد الجراري : ولد عام (1240هـ / 1824م) في قرية (آيت الطالب يحيى) من قرى الجراريين وتوفي حوالي (1307هـ / 1889م) في (إداو كايلال) قرب تارودانت أصحر بعد استتمامه دراسته فنزل في(الحوض) ووادي (شنقيط) وتزوج هناك وصار بعد إلى سوس مع الطوائف الناصرية وكان يفد من شنقيط على السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن العلوي، وله رحلة صحراوية، ضاعت وأخرى حجازية (المعسول ج 18 ص 109 / ج 14 ص 102)
- الطاهر الجراري : له (مبحث في كيفية الأوتار والجيوب والسهام من قبل القسي ـ 1423 دـ ) - وقواعد في علم التوقــيت (17 بابـا) (خــع 1423 د)
- الطيب الامرويى الجراري (المعسول ج14ص83)
- القائد عباد الجراري : قائد مقاوم
- عبد الله البلقاعي الهشتوكي الجراري (المعسول ج 14 ص 132)
- عبد الله الجراري : ويسمى أيضا عبلا الجراري الجوال في العالم، كان حيا عام (1381 هـ / 1961م) ولد بمكة عام 1295هـ، سافر إلى الصحراء فنزل الطرفاية ثم درس في الأزهر حيث أخذ في رواق المغاربة عن الأستاذ عبد العزيز المغربي ثم في جامع الزيتونة وقد جال في بلاد الافغان والهند والاستانة وكتب رحلة عن سفرته في عهد السلطان عبدالحميد العثماني وجمعية الترقي وذكر عن مالطة ان أهلها يحسن بعضهم العربية (المعسول ج 18 ص109)
- العروسي بن عبد الله الجراري : توجد رسالة في الأمر بالمعروف موجهة إلى العروسي من شيخه محمد بن سعيد المرغيثي إمام مسجد المواسين بمراكش (1089 هـ / 1678م) يشكره على بناء مدرسة وأن لا يساعد على حفظ القرآن من لا يعرف عقيدة الاسلام وفرائض الدين (خع 2106د) (ص 103)
- عمر السوسي الجراري (1360 هـ / 1940م) له (فهرست) وقف عليها الشيخ محمد المختار السوسي (سوس العالمة)
- الغالية بنت ابراهيم السباعية : (1305هـ1887م) عالمة حافظة تخرجت على يد والدها عبد الله الجراري الذي كان حيا عام (1381هـ / 1961م) في الحوض بالصحراء وكانت تعلم القرآن كما حفظت المتون ومختصر خليل وألفية ابن مالك وكان لها باع في العربية والفقه والفرائض (المعسول ج 18 ص 109) توفيت في (إداكايلال) برأس الوادي
- القائد الجراري : له خزانة كتب حافلة منها (أخبار الدغوغيين بسوس وكان يسكن بضواحي تزنيت وكانت هذه المخطوطة عند بعض المستشرقين أثناء مقامهم بسلا ـ دليل المؤرخ عدد 189 ـ ولعله ميشو بيلير
- محمد بن احمد بن فارس الخنبوبي : (1416هـ / 1996 ـ 26 فبراير ـ ) ولد يوم 25 دجنبر 1908 في تزنيت وكان كل من والده وجده فقيهين وقد جاء إلى رباط الفتح وهو ابن 18 سنة عام 1926 فاتصل بالشيخ أبي شعيب الدكالي وفي عام 1944 دار في المغرب بعريضة الاستقلال لتوقيعها مما حدا الاستعمار إلى حبسه وتعذيبه وقد انخرط في جيش التحرير عام 1953 مرافقا للمجاهدين عبد العزيز الماسي وعبد الله الصنهاجي وعينه جلالة المرحوم محمد الخامس بعد عودته قائدا في تزنيت ثم انزگان وشارك في تجديد بناء اگادير بعد الزلال عام 1960 وفي تأسيس المعهدين الاسلاميين في تارودانت وتزنيت وعين عضوا في المجلس الوطني لقدماء المقاومين واقامت له المندوبية السامية لقدماء المقاومين حفلة تكريم عام 1961 م
- محمد بن ادريس بن حمان الأوديي الجراري الرباطي : (1307 هـ / 1889م). ولاه السلطان المولى عبد الرحمن العلوي عاملا على قبيلة الأوداية بعد وفاة والده ادريس عام 1255 هـ وكان صغير السن ثم ولاه محمد بن عبد الرحمن قائدا على الدار البيضاء وقد دفن بضريح سيدي محمد الضاوي قرب إحدى أبواب (لعلو) بعد أن نقل من مقره كعامل على الجديدة (مجالس الانبساط للعلامة دينية ص 118)
- محمد بن اسماعيل المسناوي الجراري الكوراري : (1064 هـ / 1654م). فقيه صوفي كان له أغنى مكتبة في (تيكورارين) وصفه معاصره أبوسالم في رحلته بأنه أعجوبة زمانه ونادرة وقته سخاء وذكاء إلا أنه ادعى المهدوية في الشرق والغرب فلم يتم له أمر ورجع إلى كورارة حيث مات وهو أحد أمراء (توات) وكان تابعا لعاصمة فاس وقد ورد في نشر المثاني ج 1 ص 208) أنه أقام بمصر / تاريخ ابن عساكر ج 2 ص 218 (الوثائق المغربية Ar . M ج 24 ص 62)
- محمد بن عبد الله بن عبد الكريم الوطاسي الجراري : توفي بعد سنة (1017 هـ / 1608م) فقيه أديب صوفي تولى قضاء تيكورارين والصحراء من قبل السلطان أحمد المنصور الذهبي السعدي وكان تلميذا لشيخ فجيج عبد القادر السماحي
- محمد بن عبيل الغرمي الجراري : (المعسول ج 18 ص 86)
- محمد بن فرحون الجراري : أحد قواد جيش الودايا عام 1247هـ، في العهد الرحماني العلوي وكان مقره بقصبة (شراقة) وكانت يومذاك لأهل السوس (الاستقصا ج 4 ص 187) وفي عام 1248 هـ اعتقله السلطان وبعثه إلى الصويرة إلى أن هلك بسجنها
- محمد بن المهدي الجراري : له (شرح الابيات التي تضمنت بيع أم الولد – و( شرح مثلثات قطرب سماه (الجملة المهدية في شرح الابيات القطربية)
- موسى الجراري : كان قائدا في عهد السلطان أحمد الذهبي بن المولى اسماعيل العلوي عام 1140 هـ وقد أوفده السلطان إلى فاس للمصالحة بين الأوداية وأهل فاس (الاستقصا ج 4 ص 56)
- يحيى بن عبد الله بن مسعود البكري الجراري السوسي : أحد أشياخ الكوهن وابن رحمون، توفي حوالي 1260 هـ / 1844م. له فهرس سماه : (ضوء المصباح في الأسانيد الصحاح) (خح 4275 / نسخة بالخزانة الأحمدية السوسية/ نسخة عليها خط ابن رحمون.) (راجع فهرس الفهارس ج 2 ص 121). وقد افتتح فهرسته بدراسات حول القرآن ورواياته والتجويد أخذ عن والده عن جده مسعود المعمر (135 سنة)

السبت، 16 فبراير 2013

قراءة في كتاب

 المُغْرب في حُلَى المَغرب
لابن سعيد المغربي تـ 685 هـ 
  • إعداد: حكيمة رافـع
طالبة باحثة/ جامعة الحسن الثاني بالبيضاء
تقديم عام:
         تعد مصادر التراث العربي الإسلامي من أغنى وأخصب المصادر التراثية في العالم، كما وكيفا في عمقها وسعتها وشموليتها، مما يجعل الضرورة واردة للاهتمام بها والحفاظ عليها صيانة أو تحقيقا أو دراسة أو طبعا أو نشرا من أجل إثبات الهوية العربية والحفاظ على الشخصية الإسلامية من جهة، ومن جهة أخرى بغية وصل الحاضر بالماضي لمواكبة تطورات العصر ومسايرة مستجداته.
         وسأحاول في هذا العرض أن أقدم بين أيديكم قراءة متواضعة لمصدر من أهم مصادر تراثنا المغربي الأصيل المُغرب في حلى المغرب من تأليف ستة من علماء المغرب بالموارثة، خمسة منهم من أسرة واحدة كان خاتمهم علي المشهور بابن سعيد المغربي الذي تم على يده تأليف الكتاب بالصيغة النهائية ونشره بعد ذلك بين الناس.
        وقد اعتنى بهذا المصدر الذي يجمع بين دفتيه العديد من المعارف التاريخية والأدبية الدكتور شوقي ضيف رحمه الله، وعمل على تحقيقه وطبعه عدة مرات بدار المعارف بمصر في جزئين، الطبعة الأولى كانت سنة 1953م، وكانت الطبعة الرابعة والأخيرة سنة 1993م.
ولقد قسمت هذا العرض إلى المحاور التالية:

·                    نضرة عامة حول عصر ابن سعيد وحياته.
·                    توثيق عنوان الكتاب ونسبته إلى ابن سعيد.
·                    قيمة الكتاب وموضوعه ومنهجية ابن سعيد في تصنيفه.
·                    المادة الأدبية في الكتاب.
·                    المصادر المعتمدة في تأليف الكتاب.
·                    خاتمة العرض.
 1- نضرة عامة حول عصر ابن سعيد وحياته:
               عاش ابن سعيد في القرن السابع الهجري مطوفا بين العديد من البلاد الإسلامية شرقا وغربا من الأندلس إلى بلاد الشام: حينها كان العالم الإسلامي يعيش مرحلة مخاض عسيرة بسبب الحروب الكثيرة التي كانت تدور رحاها بين المسلمين والتتار شرقا وبين المسلمين والنصارى غربا واندلاع نيران الفتن والصراعات الداخلية حول الحكم بين المسلمين أنفسهم على أكثر من جهة، فالأندلس عرفت انهزام الموحدين في موقعة العقاب، تلاها بعد ذلك سقوط العديد من الحواضر الأندلسية في يد الصليبين وانهيار الموحدين سنة 660 هجرية على يد الدولة المرينية التي قامت على أنقاضها واستطاعت خلال فترة قليلة من الزمن أن تغزو الإسبان وتسترجع منهم بعض المدن الأندلسية.
وعلى الرغم من تدهور الأوضاع السياسية التي أثرت بشكل كبير في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فإن العالم الإسلامي عرف ازدهارا علميا وثقافيا كبيرا بسبب كثرة رحلات العلماء والأدباء، فنشطت العلوم الشرعية واتسعت دائرة الحركة الأدبية ونبغ العديد من العلماء في مختلف العلوم والمعارف وعلى رأسهم ابن سعيد المغربي موضوع عرضنا هذا، فمن هو ابن سعيد ؟
   حياة وشخصية ابن سعيد في سطور:
              هو علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد، ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل عمار بن ياسر، يكنى بأبي الحسن وبنور الدين، وهما من الكنى والألقاب التي شاعت في المشرق بشكل كبير. ولد سنة 610 هـ بنواحي غرناطة، من أسرة عريقة في الحسب والنسب، والعلم والقيادة والوزارة والقضاء والكتابة، قضى فترة طفولته بغرناطة، وفترة شبابه بإشبيلية، على يد رواد الأدب والنحو في عصره، وفي سنة 624 هـ وعمره لا يتجاوز 14 سنة سافر مع أبيه إلى مراكش ثم عاد إلى الأندلس متنقلا بين العديد من حواضرها، والتقى خلالها بالكثير من الشخصيات العلمية التي استفاد منها وخصها بالترجمة في كتابه المغرب في حلى المغرب موضوع عرضنا.
وفي سنة 636 هـ سافر مع والده إلى تونس بعد تدهور الأوضاع بالأندلس، مكث بها سنتين والتقى خلالها بكبار علمائها وجمع فيها الكثير من المواد العلمية، ومن تونس انتقل إلى مصر، لقي فيها عددا كبيرا من الشعراء المشهورين والأعيان والعلماء المرموقين، وفي سنة 648 هـ غادر القاهرة إلى مكة، حيث أدى فريضة الحج، ثم توجه إلى العراق وزار خلالها البصرة وبغداد، ثم سافر إلى الموصل ومنها إلى مدينة حلب بسوريا، وفي سنة 652 هـ توجه إلى مكة ليحج مرة ثانية، وبعدها عاد إلى تونس ليلتحق بحاشية أبي عبد الله المستنصر الحفصي، وبسبب المكائد والدسائس التي كانت تحاك ضده غادر تونس إلى المشرق فزار الشام ثم إيران، وتوغل في إقليم أرمينيا ثم عاد في المرحلة الأخيرة في عمره إلى تونس ليقضي بقية حياته إلى حين وفاته سنة 685 هـ.
وهكذا عاش ابن سعيد يجوب أقطار العالم الإسلامي، فاكتسب تجربة ثقافية واسعة ظهرت آثارها جلية واضحة فيما خلفه من مصنفات أدبية وتاريخية وجغرافية، فكان محط اهتمام وثناء من قبل العديد من العلماء الذين جاءوا من بعده، من أمثال ابن الخطيب وابن فضل الله العمري والصفدي والمقري وغيرهم…
وخلاصة القول كان ابن سعيد أديبا شاعرا لغويا رحالة مؤرخا جغرافيا، خلف ثروة ثقافية غزيرة تشهد له بعلو كعبه في كثير من مجالات العلم والمعرفة أذكر من أهمها على سبيل المثال لا الحصر: المرقص والمطرب، رايات المبرزين وغاية المميزين، الغصون اليانعة في شعراء المائة السابعة، بسط الأرض في الطول والعرض وغيرها من المصنفات.
أما مصنفه المُغرب في حلى المغرب فهو كتاب نفيس جليل القدر عظيم الفائدة، ويعد من أمهات المصادر القيمة لتاريخ الأندلس وآدابها عبر عصورها المختلفة، اعتمد عليه الكثير من العلماء القدماء في مؤلفاتهم، نذكر منهم القلقشندي في كتابه صبح الأعشى والمقري في كتابه نفح الطيب.
2 / عنوان الكتاب ونسبته إلى مؤلفه:
              أجمع المؤرخون وأصحاب تراجم الأعلام أن اسم الكتاب هو المٌغرب في حلى المَغرب ، وبخصوص نسبته إلى ابن سعيد، فالكتاب تم تأليفه بالتوارث من قبل ستة علماء من الأندلس، أولهم أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الحجاري، الواضع الحجر الأساس لهذا الكتاب من خلال كتاب المُسهب في فضائل المغرب، كان قد صنفه لعبد الملك بن سعيد الذي يعد المؤلف الثاني لكتاب المُغرب، اختصر منه ما لم يوافق غرضه، وأضاف إليه ما غفله الحجاري، ثم خلفه ابناه محمد وأبو جعفر أحمد، اللذان شاركا في تأليف كتاب المُغرب ووسعا من دائرة معلوماته. وأما أبرز شخصية كان لها تأثير كبير في هذا التأليف، فهو موسى بن محمد بن عبد الملك الذي يرجع إليه الفضل في وضع إضافات جديدة، كما أكد ذلك ابنه علي الذي أتم الكتاب وأخرجه في حلته النهائية. وهكذا يكون كتاب المُغرب في حلى المغرب أطول كتاب في مدة تأليفه فاقت 115 سنة.
·       عنوان الكتاب:
            ورد عنوان الكتاب مسجوعا على عادة القدماء، بطريقة بديعة وبانتقاء ألفاظ مناسبة لموضوع الكتاب، مع توظيف الجناس غير التام بين المُغرب والمَغرب، يحذو في ذلك المؤلف حذو ابن عبد الله محمد الحجاري في كتابه الموسوم بـ المُسهب في غرائب المغرب، الذي انتهى من تأليفه سنة 530 هـ، ويحذو حذو أبي محمد المازني الغرناطي (ت565هـ) في كتابه المُغرب عن بعض عجائب المَغرب، وحذو أبي يحيى اليسع (ت575هـ) في مؤلفه المُغرب في آداب المَغرب، وعلى نهج عبد الواحد المراكشي (ت647هـ) في كتابه المُعجب في تلخيص أخبار المغرب.
والمُغرب هنا جاء بمعنى الغرابة التي قال عنها الدكتور إحسان عباس تعني الجدة المصاحبة للابتكار، أو الجدة المصاحبة لتوليد شيء جديد. (تاريخ النقد الأدبي عند العرب، ص:534).
·        موضوع الكتاب :
          إن كتاب المُغرب في حلى المغرب لم يؤلفه عالم واحد، بل هم من تأليف ستة من العلماء بالتوارث على مدى مائة وخمسة عشر عاما، وهو منهج جديد في تاريخ تأليف المصنفات حين يبدأ رأس الأسرة بالاهتمام بكتاب المُسهب للحجاري، والزيادة في معلوماته، ويواصل أحفاده من بعده ما استجد في واقع عصرهم إلى أن يأخذ صورته النهائية على يد الحفيد على بن موسى، الذي أخرجه للناس ونشره بينهم في المشرق، ليتعرف المشارقة من خلاله على أدب الأندلس الرفيع، وعلو كعب الأندلسيين في مجال الشعر والنثر من جهة، ومن جهة أخرى للحفاظ على هذا التراث من الضياع، خصوصا بعد اندلاع الحروب الصليبية وسقوط العديد من المدن الأندلسية. وهكذا يكون الكتاب جامعا مانعا لتاريخ الأندلس عبر فترات من الزمن، سياسيا واجتماعيا وحضاريا وجغرافيا وأدبيا، وترجمة واقية حية صادقة لعدد من الأعلام.
·        مضمون الكتاب:
         يقع كتاب المُغرب في حلى المغرب في جزئين كبيرين، يحتوي الجزء الأول على 468 صفحة، منها ثلاثون صفحة خاصة بمقدمة المحقق، وعشرون صفحة الأخيرة خاصة بفهرس المواضيع، والباقي من الصفحات مخصصة لترجمة 323 علما من أعلام الأندلس، القدامى والمعاصرين للمؤلف.
 أما الجزء الثاني فيحتوي على 467 صفحة مذيلة بـ 47 صفحة خاصة بفهارس مواضيع الجزء الثاني، مع فهارس عامة لكل من الجزئين، تشمل الأعلام والأماكن والبلدان والمصادر والمراجع الخاصة بالمحقق، مع صفحات أخرى تتناول 324 ترجمة خاصة بأعلام الأندلس القدامى والمعاصرين، وبذلك يكون مجموع التراجم الواردة في الجزئين معا 647 ترجمة.
وإذا كانت كتب التراجم والطبقات عادة ما يغلب عليها منهج ترتيب الأعلام حسب حروف المعجم كما هو الشأن عند ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان مثلا، فإن كتاب الُمغرب تميز بطريقة لم تكن شائعة عند المشارقة، وهي اعتماده على المقياس الجغرافي والسياسي لما لهما من دور كبير في حياة المترجم له وآثاره وشخصيته وفكره.
ويؤكد ابن سعيد منهجه هذا عند حديثه عن كتابيه المغرب في حلى المغرب والمُشرق في حلى المشرق، فيقول: كل من التصنيفين مرتب على البلاد، متى ذُكرَ بلد ذَكَرتُ كورَهُ، وأكَلم عليه وعلى كل كورة منه، وأبتدئُ بكرسي مملكتها وقاعدة ولايتها بحسب مبلغ علمي من إعلام بمكانها بين الأقاليم، من بناها، وما يحف بها من نهر أو منزه، أو خاصة معدنية أو نباتية، ومن تداول عليها من أبناء الملوك، ثم نأخذ في الطبقات واحدة بعد أخرى، وهي خمس، طبقات الأمراء، وطبقة الرؤساء، وطبقة العلماء، وطبقة الشعراء، وطبقة اللفيف، والأربع الأولى ( أي طبقة الأمراء والرؤساء والعلماء والشعراء)، مخصوصة لمن له نظم من أولي الخطط المذكورة، ولها تفسير نقف عليه في مواضعه، وطبقة اللفيف مخصوصة بمن ليس له نظم من أي صنف كان، ممن لا يجب إغفاله، وفيها من النوادر والمضحكات. ( المغرب مقدمة المحقق، الجزء الأول صفحة 9) .
ونجد ابن سعيد في كتابه المُغرب في حلى المغرب يقسم الأندلس إلى ثلاثة أقسام، غرب ووسط وشرق، فيقسم الغرب إلى سبعة كتب والوسط إلى أربعة والشرق إلى ستة كتب، ثم يزيد في تقسيم الكتاب باعتبار كور المملكة، ففي الكتاب الخاص بمملكة قرطبة، مثلا في الغرب يقسمها إلى أحد عشر كتابا، وكل كتب من هذه الكتب الأحد عشر منقسم بدوره إلى كتب باعتبار أهم البلدان في الكورة، وبهذا تتضح أن هذه الطريقة متميزة وفريدة ومعقدة أيضا.
وقبل أن يشرع ابن سعيد في ترجمة أي علم من الأعلام، نجده يتحدث عن المنصة، ويقصد بها وصف كل إقليم وصفا جغرافيا شاملا، فيتحدث عن قواعده ومنشآته ومنتزهاته وغير ذلك، ثم يتبعه بما يسميه بـ التاج، وهو متعلق بالكلام عن حكام ذلك الإقليم، ثم يليه السلك وهو خاص بالحديث عن أشرافه ورؤسائه من وزراء وكتاب وقضاة، ثم تأتي بعده ما أسماها ابن سعيد بـ الحلة، وهي خاصة بطبقة اللفيف ممن ليس له نظم ولا شعر من الطبقات السالف ذكرها، وفي الأخير يورد ما يسميه الأهداب، وهي متعلقة بالوشاحين والزجالين ويتبعهم ببعض المضحكين وما اشتهر من نوادرهم، ثم ينتقل إلى التاج فيبدأ بإعطاء لمحة موجزة عن تاريخ هذه المدينة والحوادث التي تعاقبت عليها، ثم يأخذ في الترجمة لإبراز شخصية سياسية مهمة فيها، وهو المتوكل عمر بن المظفر الذي تولى حكمها، لينتقل بعد ذلك إلى السلك، فيتحدث عن حكام الإقليم من أمثال ذي الوزارتين أبي الوليد الحضرمي، (المغرب الجزء الأول،ص: 365)، بعد ذلك ينتقل للحديث عن أبرز كتاب هذا الإقليم كأبي بكر عبد العزيز، وأبي محمد طلحة، وأبي الحسن ( المغرب الجزء الأول، ص:366)، ثم يتحدث عن أبرز علمائه (الإقليم)، من أمثال أبي الأصبع، لينتقل بعد هذا إلى ما يسميه الأهداب يورد فيها موشحة للكميت.
فكتاب المغرب إذن قائم على تلاحم بين قوي بين الجغرافيا والأدب والوقائع والأحداث السياسية، وكل التراجم والنصوص الشعرية ترتبط بأجواء مدنها وأوصاف تلك المدن وطباع أهلها، وما وقع فيها أحيانا من حوادث، ولعل تأثير الجانب الجمالي للمدن أثر بشكل كبير في عقلية ابن سعيد، حتى أنه قسم كتابه على هيئة عرائس، فكل مدينة تتمثل بالنسبة إليه عروسة لها تاجها وبساطها ومنصتها وأهدابها…
كما نلاحظ أن ابن سعيد يركز في كل قسم على من أقسام هذا الترتيب على مدى بروز العلَم أو عدمه، فتراه يستهل تراجمه بالحديث عن الشخصيات السياسية القوية والبارزة، ثم يتبعها بمن هي أقل بروزا منها، وهكذا يفعل في كل قسم، مع تراوح التراجم بين الإطناب أحيانا والاقتضاب أحيانا أخرى، ولعل السبب في ذلك حجم المعلومات التي حصل عليها المؤلف.
وخلاصة القول فإن ابن سعيد في تراجمه يركز تركيزا شديدا على مدى بروز العلم أو خفوته، مما يؤكد مدى إلمامه الكبير بأبرز الأعلام في مختلف الأقاليم الأندلسية. والظاهر أن ابن سعيد حاول من خلال تراجمه الكثيرة والوفيرة أن يقدم لنا صورة واضحة عن عصره بغثه وسمينه، بخيره وشره، حتى أنه كان أحيانا يرفق حياة المترجم له من أهل السياسية بأحكام نقدية تتعلق بسلوكهم السياسي.
3 / المادة الأدبية في كتاب المُغرب :
           لم يكتف ابن سعيد في تراجمه للشخصيات على اختلاف طبقاتها بسرد حياتهم وأهم ما وقع من أحداث في عصرها، بل كان يعمد إزاء ذلك إلى تدوين آثارها الأدبية الشعرية والنثرية وغيرها، لإبراز مدى قدرة الشخصية الأندلسية على مجاراة نظيرتها المشرقية، كما اهتم ابن سعيد بالمناطق التي أنجبت كبار شعراء الأندلس من قبيل مملكة قرطبة التي تمثل لها بسبعة وتسعين أدبيا وشاعرا، ومملكة إلبيرية التي تمثل لها بتسعة وستين شاعرا، ومملكة طليطلة التي تمثل لها بأربعين شاعرا، وكل هؤلاء الشعراء من مختلف طوائف الأندلس، من الملوك مثل المعتمد بن عباد، وأبيه المعتضد بن عباد، ومن الوزراء وهم من الكثرة بمكان، مثل ابن زيدون وابن عمار وابن عبدون وبني سعيد وغيرهم…، ومنهم أيضا علماء اللغة والأطباء والموسيقيون والزهاد والمنجمون والقراء والفلاسفة والمؤرخون وأبناء العامة، كما أن الكتاب لم يغفل الترجمة والاستشهادات الكثيرة للنساء، من أمثال حمدونية بنت زياد وولادة بنت المستكفي وحفصة بنت الحاج الركونية…
كما ترجم الكتاب لشعراء من غير العرب وغير المسلمين من أمثال إسحاق بن شمعون اليهودي وحسداي بن يوسف الإسرائيلي، وإبراهيم بن سهل الإسرائيلي الذي أسلم فيما بعد، ومن النساء قسمونة بنت إسماعيل اليهودية …، كما ترجم الكتاب للعديد من شعراء النصارى، وبذلك يكون قد شمل الترجمة لكل طوائف الأندلس، من رجال ونساء، ومن عرب وبربر، ومولدين ويهود ونصارى، وقواد وأمراء وعامة، بل أحيانا يورد ترجمة لبعض قطاع الطرق من مثل أبي الحسن علي بن جودي ويورد له أبياتا من الشعر كما في الصفحة 110 من المجلد الثاني.
ولعل من الظواهر التي تلفت نظر الطالب من خلال تصفح الكتاب ظاهرة الحضور القوي للشعر فيه، فنجد في غالب الأحيان ارتباط الترجمة بالنصوص الشعرية للمترجم له على اختلاف تلاوينها وبحورها وأغراضها والمجال التي قيلت فيه، من مدح وفخر ورثاء وهجاء، أو مجون أو وصف للطبيعة، وغيرها من الأغراض الكثيرة والمتنوعة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر في غرض المدح مثلا قول أبي الوليد حسان في مدح المعتمد بن عباد (المغرب: 1/385 ) من قصيدة من البحر البسيط مطلعها:
                   من استطال بغير السيف لم يطُل       ولم يخبْ من نجاح سائل الأسد
ومن شعر الفخر نذكر قول أبي الوفاء زياد بن خلف من البحر الطويل في قصيدة مطلعها(المغرب:2/152 ):
                  دعوني إذا ما الخيل جالت فإن لي        هناك بسيفي جيئة وذهاب
إلى أن يقول:
                     سيبلغ ذكري الخافقين بسالة          وجودا وإلا فالثناء كذاب
كما نجد أشعار كثيرة في غرض الرثاء، كما في قول أبي بكر محمد بن الجراوي (المغرب 2/116) من البحر الطويل، وهي من بدائع الشعر في الرثاء:
حنانيك قد أبكيتَ حتى الغمائما        وشققتَ عن أزهارها الكمائما
وأدميتَ خدا للبروق بلطمـهَا         وخلفت من نوح الرعود مآثما
ومن الأغراض الشعرية التي نعثر عليها في تراجم المُغرب ما يسمى بشعر الأسر أو شعر السجون، ومنه هذا البيت من البحر الطويل:
يعض برحلي الحديد وليس لي          حراك لما أبغي ولا أتنقــــل
ومنه قول أبي عبد الله محمد بن مسعود الغساني من البحر البسيط (المغرب:2/191):
     غدوت في الحبس خدنا لابن يعقوب       وكنت أحسب هذا في التكاذيب
       رامـتْ عُداتـي تعذيبي وما شعرَت       أن الذي فعلـــوه ضدُّ تعديبي
    لم يعلمـوا أن سجني لا أبا لهــم          قد كان غاية ممــولي ومرغوبي
ومن شعر الحكمة في كتاب المغرب قول أبي تمام من البحر الوافر المغرب: 2/40:
                    صغار الناس أكثرهم فسادا           وليس لهم لصالحة نهوض
                    ألم تر في طباع الطير سـرا           تسالمنا، ويأكلنا البعوض
ومن شعر الهجاء الذاتي في الكتاب، قول أبي الحسن على بن حزمون يهجو نفسه (المغرب 2/128):
تأملت في المرآة وجهي فخلته         كوجه عجوز قد أشارت إلى اللهو
إذا شئت أن تهجو تأمل خليقتي        فإن بها ما قد أردت من الهجـو
وخلاصة القول عن هذا الكتب، فهو من كنوز التراث الأندلسي، يتناول الأندلس من الناحية الأدبية والتاريخية، والتطورات السياسية والاجتماعية بقدر غير قليل من التفصيل، فتناول تاريخ بني أمية واهتم بملوك الطوائف والمرابطين والموحدين وما جرى في أيامهم من حروب وفتن وانتصارات وهزائم، هذا فضلا عن الوصف الجغرافي لكثير من المدن الأندلسية والملامح الاجتماعية التي يمكن  أن نستخلصها من أحداث الكتاب وأخباره وتراجم أعلامه.
4 / المصادر المعتمدة في تأليف الكتاب:
        لقد أبان ابن سعيد عن وعي عميق بقضايا عصره، ساعده في ذلك اطلاعه الواسع على عدد من أمهات المصادر التي اطلع عليها خلال رحلاته الطويلة غربا وشرقا، متنقلا بين العديد من المدن والدول الإسلامية، التي كان يزور فيها الكثير من الخزائن العلمية، ويقابل خلالها العديد من أعلام الساسة والأدب، يجالسهم ويأخذ عنهم، مما أهله ليكون ذا موسوعة ثقافية في مختلف مجالات العلوم والمعارف الأدبية والتاريخية والجغرافية.
وهكذا نجد المصادر التي اعتمدها في كتابه كثيرة ومتنوعة يمكن حصرها في ثلاثة أنواع من المصادر هي:
·                    مصادر كتابية.
·                    مصادر شفهية.
·                    مصادر واقعية تعتمد المشاهدة ودقة الملاحظة.
أما عن مصادره الكتابية فهي مصادر مغربية ومشرقية تضرب بجذورها في عمق القرن الرابع الهجري، مرورا بالقرنين الخامس والسادس الهجريين، وصولا إلى عصر المؤلف في القرن السابع الهجري، فمن مؤلفات القرن الرابع الهجري:
·                    تاريخ إفريقيا والمغرب للرقيق القيرواني.
·                    المقتبس وكتاب المبين لابن حيان.
·                    تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي.
·                    جدوة المقتبس للحميدي.
ومن مؤلفات القرن السادس الهجري:
·                    قلائد العقيان للفتح بن خاقان.
·                    الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام الشنتريني.
·                    كتاب الصلة لابن بشكوال.
·                    المُغرب في آداب المغرب لابن اليسع.
·                    المطرب من أشعار أهل المغرب لابن دحية.
أما المصادر المشرقية المعتمدة في كتاب ابن سعيد نذكر منها:
·                    يتيمة الدهر للثعالبي.
·                    خريدة القصر وجريدة العصر للعماد الأصفهاني.
·                    عقود الجمان من شعراء الزمان لابن الشّعار.
 إلى غيرها من المصادر النفيسة المطبوعة والمخطوطة، المفقودة منها أو الموجودة، والتي تعطي لكتاب المُغرب أهمية بالغة لما حفظته من أخبار مختلفة ومتنوعة عن حضارة المغرب عبر عصوره المختلفة، وبالتالي تعطينا صورة واضحة مشرقة عن قيمتها العلمية والأدبية والتاريخية والجغرافية، ومن جهة أخرى تمكننا من تكوين فكرة جلية عن شخصية ابن سعيد العلمية والمعرفية، من خلال اعتماده على هذا الكم الهائل من المصادر المتنوعة، ومسايرته لكل ما يستجد من كتابات في الأندلس والمشرق، هذا فضلا عن مصادره الواقعية، التي استقاها عن طريق مشاهداته  ومخالطته لكثير من أهل العلم والأدب، وجمعه لأخبارهم وأعمالهم الشعرية والنثرية، والتعريف بجغرافية الكثير من المدن التي زارها، ومما يدل على مصادره الواقعية قوله شاهدت كذا، أو لقيته بالجزيرةـ أو عن طريق مصادره الشفهية، يستمدها مباشرة من أفواه معاصريه، فيقول مثلا عن والده ذكر لي والدي أو أخبرني والدي أو أملى علي والدي، وأحيانا لا يذكر مصدر من ترجم له ذُكر لي أنه من شعراء قرطبة الذين رحلوا إلى المشرق.
وخلاصة القول، فإن اهتمام ابن سعيد بالمصادر الواقعية بالمشاهدة أو المشافهة قد أضفى على تراجم كتابه نوعا من الحيوية والجدة، إذ نقرأ فيه لوزراء وحكام وكتاب وقضاة وشعراء، ممن شاهدهم وعاشرهم وسمع منهم، ونقل عنهم بكل صدق وأمان.
5 / خاتمة:
هكذا يمكننا القول بأن كتاب المغرب في حلى المغرب من كنوز تراث الغرب الإسلامي عامة، الأندلسي والمغربي منه خاصة، قائم على تلاحم بين قوي بين الجغرافيا والأدب والوقائع والأحداث السياسية، يتناول فيه الأندلس من الناحية الأدبية والتاريخية، والتطورات السياسية والاجتماعية بقدر غير قليل من التفصيل، فتطرق إلى تاريخ بني أمية واهتم بملوك الطوائف والمرابطين والموحدين وما جرى في عصرهم من حروب وفتن وانتصارات وهزائم، هذا فضلا عن الوصف الجغرافي لكثير من المدن الأندلسية والملامح الاجتماعية التي يمكن  أن نستخلصها من أحداث الكتاب وأخباره وتراجم أعلامه.

الجمعة، 15 فبراير 2013

طب الأعشاب

الدكتور على جعة: صيدلي حاصل على الدبلوم الأوربي للتداوي بالأعشاب
طب الأعشاب جزء لا يتجزأ من الطب الحديث
حاوره: عبد الحميد وبيدن

1-   الدكتور علي جعة، لديكم تجربة طويلة في التداوي بالأعشاب الطبية والزيوت الأساسية فما هي مؤهلاتكم في هذا المجال ؟

1000im
” بفرنسا سنة 1982، وبعد عشر سنوات من ممارسة الصيدلة بتزنيت التقيت بالرباط بالبروفيسور “ج : بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد،  لقد حصلت على شهادة دكتوراه الدولة في الصيدلة وشهادة دكتوراه السلك الثالث في الاقتصاد من جامعة “كان CaenJacque Pellecuer“، أستاذ دراسات الأعشاب الطبية بكلية الصيدلة بمومبليي بفرنسا، فأرشدني إلى التسجيل في الدبلوم الأوربي للتداوي بالأعشاب، وقد حصلت عليه سنة 1993 .
 
2-   ما رأيكم في استعمال كلمة الطب البديل فيما يخص التداوي بالأعشاب الطبية ؟

ج : إن التداوي بالأعشاب الطبية جزء لا يتجزأ من الطب الحديث، والأعشاب الطبية جزء من الأدوية التي يصرفها الصيدلي.  وخير دليل على ذلك أن الظهير الشريف لـ 19فبراير  1960 ينص صراحة على أن كل من يستحضر تركيبات وأشكال كالينيكية من الأعشاب الطبية قصد العلاج إنما يمارس مهنة الصيدلي بدون رخصة، كما أنه بفرنسا منذ سنة 1943 تم حذف شهادة العقاقيري التي كانت تسلم من طرف كليات الصيدلة، وذلك ليبقى الصيدلي هو الوحيد الذي يصرف الأعشاب الطبية  للمرضى.

4- هل هناك إطار قانوني للعشاب؟

ج :  إذا كان القانون المغربي في ظهير 1960 ينص صراحة على أن وصف الأعشاب الطبية  واستخلاص مشتقات منها قصد العلاج من اختصاص الصيدلي المأذون له، فإنه يخول للعقاقيري أن يبيع الأعشاب غير السامة فقط وبدون أن تكون مختلطة، شرط أن يتوفر العقاقيري على شهادة  تضمن تكوينه المهني وعلى رخصة مزاولة المهنة تسلم له من طرف الأمانة العامة للحكومة، وأما العشابين المتطفلين على المهنة والمتجولين أمام المساجد وفي الأسواق فهؤلاء لا يمثلون العقاقيريين، ويجب أن يحذر منهم للخطورة التي يعرضون لها المستهلك.

5- ما هي الصعوبات التي  يواجهها العشابة المغاربة ؟

ج: الصعوبات في هذا الميدان كثيرة وتتطلب تدخل الدوائر الرسمية للحد من عواقبها، فمنها :
أ‌-      عدم التكوين النظري والتطبيقي لكثير من الحرفيين، إذ لابد من معرفة دقيقة للأعشاب الطبية التي تستعمل وذلك فيما يخص دواعي الاستعمال والكمية المستعملة والأعراض الجانبية لهذه الأعشاب.
ب‌- عدم وجود مدارس ومعاهد متخصصة في التكوين المتعلق بالعقاقيري.
ت‌- عدم وجود أسواق محلية للأعشاب الطبية ذات الجودة العالية، وإذا كانت الدولة قد شجعت هذا الميدان بإعفائه من الضرائب، فلابد من تدخل السلطات المعنية لتشجيع تكوين أسواق محلية تستجيب لمتطلبات العقاقيريين.
ث‌- عدم وجود حماية قانونية للعقاقيريين في حالة وقوع أخطاء طبية على غرار ما هو موجود في فرنسا مثلا، والتي خصصت صندوقا لتعويض المتضررين من الأخطاء الطبية لجميع الميادين الصحية.

6- ما هي الأمراض التي تعالج بالأعشاب الطبية ؟

ج: إن الأعشاب الطبية تعطي نتائج مهمة في جل الأمراض، بل تكون في بعض الأحيان بديلا رائعا للأدوية الكيميائية ومن ذلك حصى الكليتين، حصى المرارة والربو. كما أنها تنافس الأدوية الحديثة في علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي والعقم وأمراض الحساسية …  وقبل صرف هذه الأعشاب يتم حوار دقيق مع المريض حتى يتأكد للمعالج ضبط المرض الذي يعاني منه، وهناك أعراض كثيرة يكون سببها الاكتئاب والقلق والإرهاق لا يمكن الحد منها إلا بصرف أعشاب مسكنة مثل “زعرور، اكليل الملك، مثلث الألوان.. ” ومن هذه الأعراض كثرة الغازات في الجهاز الهضمي، كثرة الحموضة في المعدة… 

7- ما هي موانع استعمال الأعشاب الطبية وما خطورة التعاطي العشوائي لها ؟
 
ج: لابد للعقاقيري أن يستحضر هذه الموانع وهي الحالات والأمراض التي يمنع فيها صرف الأعشاب الطبية للمريض حتى لا يقع له تسمم أو تدهور في حالته الصحية،  منها على سبيل المثال كثير من الأعشاب التي يمنع صرفها للمرأة الحامل والتي قد تؤدي إلى الإجهاض مثل “الشيبة، السلمية …”، كما أن السلمية لا تصرف للمرضعة لكونها تسبب في تقليل حليب الأم. وهناك موانع حول مدة الاستعمال فعلى سبيل المثال لا يصرف “عرق سوس” أكثر من 20 يوما على التوالي وإلا سبب في ارتفاع الضغط الدموي وفقدان مادة البوتاسيوم .
كما أن أغلب الأعشاب لا تصرف للمريض الذي يشكو من قصور الكلوي أو القصور الكبدي بل احتياطيا لا تصرف أي عشبة لهؤلاء المرضى.
وإن استعمال الأدوية بصفة عشوائية، له تأثير سلبي على الصحة وقد ينتج على ذلك أعراض قد تكون بمثابة مرض جديد، وقد يسبب الاستعمال العشوائي للأعشاب الطبية في العجز الجنسي والقصور الكبدي والقصور الكلوي والتهاب الجهاز الهضمي، لذلك نتمنى في المستقبل أن تصرف الأعشاب الطبية بواسطة أطباء مختصين في التداوي بالأعشاب الطبية بتعاون مع عقاقيريين ذوي التكوين المهني.

9- كيف ترى مستقبل الطب الشعبي في بلادنا ؟

ج : إن الطب الشعبي في بلادنا معقد وينقسم إلى مكونات كثيرة. فإذا كان المجتمع المغربي لا يمكن أن يستغني عنه، فلا بد من تطويره حتى تعرف حدود التداوي العلمي الدقيق من الشعوذة والخرافات، وإذا كانت مهنة العقاقيري تعتبر جزءا من الطب الشعبي، فيمكن أن نلخص هنا بعض الوسائل لتطوير هذه المهنة الشريفة والتي تساهم في الحفاظ على صحة المواطنين جنبا إلى جنب مع الصيدلة والطب:
أ‌-      لا بد من هيئة وطنية قوية للعقاقيريين تكون لها الصلاحية في مراقبة مزولة المهنة ومتابعة الجناة الذين يمارسون المهنة بدون رخصة.
ب‌- إنشاء معاهد للتكوين والبحث العلمي، وقد تم فتح معهد نموذجي بتاونات برئاسة الأستاذ الحماموشي.
ت‌- انشاء شعبة الدراسات الطبية داخل معهد الزراعة والبيطرة وداخل كليات العلوم.
ث‌- انشاء أسواق محلية للبيع بالجملة تخص الأعشاب الطبية والزيوت الأساسية.
ج‌-   تشجيع إنشاء مزارع الأعشاب الطبية لسد الحاجيات المحلية والخارجية.
ح‌-   إنشاء مختبرات الأدوية مستخلصة من الأعشاب الطبية تستعمل المادة الأولية المحلية.